من سمات العرب واليمنيين خاصة انهم لايقرأون بجدية بشكل عام ولايقرأوون بجدية لكتاب وباحثين واكاديميين داخل بلدانهم .. فمنذ سنوات ونحن نتناول بالتحليل العميق والرصين دور امريكا ومصلحتها المباشرة في تعميم الفوضى وهدم الدولة الوطنية في بلدان الشرق الاوسط وان القاعدة وطالبان وداعش وغيرها تنظيمات تمت صناعتها امريكيا وان حلفاء هذه الاخيرة بالمنطقة يقومون بالتمويل تارة وتقديم تسهيلات لوجستية تارة اخرى .. وان الغرب عامة يعرف كل مواطن من بلادهم موجود في سوريا والعراق وغالبيتهم قد تم توقيفه سابقا والتحقيق معه . بل ان المخابرات الغربية والامريكية سعت الى احداث تفجيرات وحالات ارهاب داخل بلدانها لتقنع المواطن في الاصطفاف مع الادارات الحكومية ضد ماتسميه محاربة الارهاب …
ولعل فضيحة امريكا في العراق من خلال اكاذيب عن اسلحة الدمار هو نفسه الاسلوب المستمر الى اليوم من اجل اقناع دافعي الضرائب باستمرار الدفع دون مناقشات او شكوك حيال السياسات الغربية والامريكية لانها كما يقدمها الاعلام تهدف الى حماية الامريكي والغربي من متطرفين وارهابيين ..
وهنا يأتي صحفي امريكي او مسؤول سابق يتحدث بكلمة او جملة عارضة عن دور امريكا في مانعيشه من دمار وخراب فيتسابق النشتاء وحتى الفضائيات والصحف لنقل ذلك الكلام على انه الحصن الحصين والدليل الدامغ ..
وهذا يعني ان العقل العربي لايزال عقل يعتمد الثقافة الشفاهية التي يلتقطها من قارغة الطريق لانه يعجز عن التحليل والحفر المعرفي ومقارنة السابق باللاحق او الشاهد بالغائب ووضع استنتاجات …
والمثقفين العرب بدورهم لايشيرون الى انجاز او اهمية مايكتبه عرب مثلهم ولايشيدون بها مع انها اشادة معنوية لاتغني ولاتسمن من جوع هكذا يكون الحال مع واقع عربي مأزوم مفكك في ابنيته وتنظيماته مع اهتزاز منظومة القيم الاخلاقية وتغييب مقصود لمضمونها .. تعزيزا لسطوع الفردانية بماهيتها الانتهازية…
في هذا السياق يواصل نفر من الكتاب والمثقفين ونحن منهم الكتابه بروح التحليل واتخاذ مواقف تجاه رموز الفساد في الداخل كماهو تحاه الخارج الكولونيالي الذي يستهدف منطقتنا دمارا وحربا وسرقة للثروات الوطنية وما يدور حاليا في سوريا والعراق وليبيا واليمن هو ضمن الاجندة الامريكية والغربية وان الحلول والمعالجات ستأتي تباعا عندما يقرر الكارتل الصناعي اتجاهه نحو اعادة الاعمار ..العرب غارقون في تدمير مجتمعاتهم دون هدف محدد يخدم اي طرف محلي لان هذا الاخير اصبح وكيلا للخارج الاقليمي والدولي ..؟